البيت الصيفي السويدي – قصة عشق

Share it:


عندما يحل يونيو، يهجر عشرات الآلاف من السويديين المدن ويتوجهون إلى بيوتهم الصيفية للراحة والاسترخاء. ويبدو أن هذا الشغف أزلي. إذن ما هي قصة الكوخ السويدي الذي لا يُقاوم مع مرور الأجيال؟

طقس ثابت

منذ العهود الماضية والسويديون يفضلون أوقات الراحة والاسترخاء بعيدًا عن حياة المدينة الشاقة والصارمة. والانتقال إلى البيت الصيفي هو تقليد ضارب بعمق في نفوس السويديين. قبل توافر وسائل السفر الدولي منخفضة التكلفة، استفاد الكثير من السويديين من شيء آخر رخيص الثمن ووافر: وهي الأرض.
عبر هذه المساحات الرحبة والشاسعة في الدولة، أقام السكان منازل بسيطة غالبًا بجوار المسطحات المائية للإقامة بها في أشهر الصيف الدافئة؛ وهناك أنشودة قديمة لا تزال ترسم صورة السويد في أعينهم: الأكواخ المطلية باللون الأحمر وسط منظر طبيعي رعوي مترامي الأطراف يتخلله فقط انتشار بعض الفتيات الشقراوات اللاتي يضعن الزهور في شعورهن.
وحيث إن التقاليد متجذرة في الوجدان السويدي، هناك عدد كبير من السويديين الذي يحملون هذه الصورة في مخيلتهم. على الرغم من ازدياد عدد العطلات التي يقضيها الأجانب في السويد، فإن ما يقرب من 20 في المائة من السكان لا يزالون يملكون بيتًا صيفيًا. وغيرهم آخرون ينتقلون إلى بيت صيفي مملوك للعائلة أو الأصدقاء.
إذن لِم يجذب البيت الصيفي السويدي السكان الجيل تلو الآخر؟

الحياة البسيطة

Anna وPG Wiklund، معلمة وطبيب يعيشان في Umeå شمال السويد، لديهما أسباب خاصة للعودة مع مرور السنوات إلى بيتهم الصيفي في إقليم Hälsingland في السويد.
تقول Anna التي اشترى جدها الأرض بجوار البحيرة في عام 1942 وبنى المنزل ولا زالت تستخدمه بصحبة PG حتى اليوم: “إنه يساعدك على التخلص من أعبائك اليومية عند العودة إلى المنزل. ولأنك تمضي وقتًا طويلاً هنا، فإنك تشعر بأنك تعيش هنا. إذا سافرت للخارج لمدة أسبوعين، فهناك الكثير من الأشياء التي يكون بوسعك فعلها وتجربتها؛ ولكن ربما لا يتاح لك الاسترخاء حينذاك. هناك العديدون الذين يرتبطون بشكل ما ببيئة البيت الصيفي، عبر الأجداد أو منذ أيام الطفولة، ولذلك فإنهم يشعرون باسترخاء تام هناك.”

لا مجال للكسل

بالنسبة لـ PG، فإن الوقت الذي يمضيه في البيت الصيفي يتخلله العمل بيديه. “أقوم بأعمال الحفر، وتهذيب الشجيرات وإصلاح الأشياء. ولا يقتصر ذلك عليَّ، فعندما أنظر إلى جيراني أجدهم يقومون بنفس الشيء. أشعر بالمشقة لأنني أقوم بالعديد من الأشياء في البيت، ولكنني أسعد بذلك أيضًا. وبعد مرور أسبوع أو اثنين يقل حماسي للعمل، وأفكر فيما أبحث عنه: إنه التهاوي البطيء حتى الوصول إلى حالة الكسل التام. إن الانتقال من الحياة اليومية الصاخبة إلى السكون التام في الوقت الذي تستغرقه الرحلة إلى اليونان هو أمر زائد عن الحد.”
تم بناء أغلب البيوت الصيفية في الأصل حسب معايير محددة، وهي لا تحتوي على الماء الساخن (أو أي ماء على الإطلاق)، أو صرف صحي، أو عزل، أو كهرباء، وهذا هو أفضل ما يميزها. لكن الزمن يتغير.
Share it:

آخر ساعة

أخبار السويد

Post A Comment:

0 comments: